top of page
صور من المغرب

نبذة تاريخية

Ancre 1
مهاجرون بهائيون - طنجة 1954
مدينة الناظور 1960
صورة توثق لحظة الخروج من السجن
للإطلاع على مزيد من التفاصيل، كتاب "الإبحار لمؤلفه الأستاذ محمد كبداني يعيد كتابة أهم الأحداث التي شكلت معالم الحقبة الأولى من تاريخ الدين البهائي في المغرب ...
متوفر في نسخته الإلكترونية على الرابط التالي :
كتاب الإبحار

يرجع تواجد الدين البهائي في المغرب إلى سنتي 1952 – 1953م، عندما استقرت تدريجيا بعض العائلات البهائية المهاجرة من أصول مختلفة بأرض الوطن. فقاموا بتبليغ الرسالة الإلهية بشكل عفوي نابع من إيمانهم العميق بأهميتها للبشرية جمعاء، وكان ذلك في إطار تفاعلهم التلقائي والطبيعي مع من عرفوهم وعاشروهم من المغاربة. فاعتنق البعض منهم الدين البهائي مشكلين، بذلك، نواة الجامعة البهائية المغربية. وما ستشهده هذه الأخيرة فيما بعد من تطورات، إنما هو نتاج نمو عضوي وإيجابي عرفه المغرب على فترات شكلت معالم تاريخه الحديث منذ الاستقلال إلى الوقت الراهن.

ففي أبريل سنة 1962م، تمّ اعتقال أربعة عشر فردا بهائيا بمدينة الناظور. وجاء ذلك خلال فترة حساسة جدا، وهي فترة الانتقال من مرحلة الحماية إلى مرحلة الإستقلال وبناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني. وفي فترة كهذه، كان من الطبيعي النظر بنوع من الشك والارتياب لكل ما هو غريب عن الثقافة والاعتقاد السائد في البلد. 

وبعد صدور أحكام مختلفة، وصلت حد الإعدام بالنسبة لثلاثة منهم، انطلقت موجة من الحوار المجتمعي بين مؤيد ورافض لهذه الأحكام. حتى أن الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، صرح بأنه في حالة متابعتهم النهائية سوف يستعمل صلاحياته بالعفو عنهم. وفي دجنبر 1963م، جاء الحكم الصادر من المجلس الأعلى للقضاء بإبطال جميع التّهم وتبرئة المعتقلين دون إحالة. 

لازال البهائيون في المغرب يتذكرون هذه الأحداث بكثير من الفخر والاعتزاز، حيث أن الامتحان الذي عاشته الجامعة البهائية المغربية كان سببا في خلق نقاش مجتمعي واسع حول حرية المعتقد وحقوق الإنسان في المغرب الحديث. وقد كانت هناك العديد من الأقلام والمنابر والأصوات التي دافعت عن البهائيين، فكان دفاعها إحدى اللبنات التي وضعت في بناء دولة الحريات والحق والقانون.

هكذا استمر نمو الجامعة البهائية المغربية ضمن مجتمع متفائل يحذوه الأمل في البناء والتقدم. وتمّ تشكيل المحافل الروحانية المحلية ومن بعدها المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في المغرب، وهي المؤسسات التي تدير شؤون البهائيين الدينية والاجتماعية والتربوية على المستوى  المحلّي وعلى مستوى البلد، ويُعاد انتخابها كل سنة خلال أعياد الرضوان التي تصادف الثلث الأخير من شهر أبريل في التقويم الميلادي.

وفي فترة الثمانينيات عاش المجتمع المغربي تحديات جديدة لم تستثنى منها الجامعة البهائية في المغرب. فهذه الفترة، وخصوصا تلك الممتدة ما بين سنة 1983 و1984م عرفت عددا من الاعتقالات والمحاكمات، في مدن الدار البيضاء والمحمدية وتطوان. واتسمت هذه المرة بإدانة بعض العائلات والأفراد البهائيين وسجنهم لمدة تتراوح بين 10 أشهر و 3 سنوات، كما طرد البعض منهم من عملهم. وقد تلت المحاكمة حركة واسعة من الاستجوابات والتحقيقات شملت معظم البهائيين في المغرب. فعاش البهائيون في جو من العزلة والانطواء لمدة عقدين من الزمن نظرا لهذه الظروف التي كان يمر منها المجتمع المغربي قاطبة، إلا أن إيمانهم بالمبادئ السامية التي يدعو إليها حضرة بهاء الله جعلتهم حريصين على الاستمرار في خدمة وطنهم بكل إخلاص وتفان آملين من العلي القدير أن يعرف بلدهم الحبيب تطورا وازدهارا ماديا وروحانيا في قادم الأيام.

وجاء دخول المغرب إلى الألفية الثالثة من بابه الواسع، فأي متتبع للشأن المغربي سواء من الداخل أو من الخارج يقر بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه المرحلة متميزة من حيث الحقوق والحريات وكذلك من حيث النمو الاقتصادي والتنمية البشرية. وبالنسبة لبهائيّ المغرب فهم جزء لا يتجزأ من هذا المسار وهذا التطور الإيجابي، وهم بكل تأكيد مطالبون بأن يسهموا بكل مواردهم وإمكاناتهم في دفع عجلة النمو والانفتاح قدما. فشارك البهائيون أصدقاءهم ومعارفهم كلما سنحت لهم الظروف تعاليم دينهم الداعية إلى خدمة المجتمع وبنائه.

وفي هذه الفترة الأخيرة، احتفل البهائيون حول العالم بالذكرى المئوية الثانية لمولد حضرة بهاءالله (1817-1892) وكذلك بالذكرى المئوية الثانية لمولد لحضرة الباب (1819-1850). وقد توالت على الجامعة البهائية العالمية رسائل التهنئة من العديد من القادة ورؤساء الدول والشخصيات السياسية العالمية، مشيرة إلى ما تقدمه تعاليم حضرة بهاءالله من حلول لمشاكل العالم المتفاقمة وما تقوم به الجامعة البهائية حول العالم من محاولات جادة لتجسيد روح السلام والاتحاد وإثراء المعرفة الإنسانية.

وقد احتفل بهائيو المغرب بدورهم بهاتين المناسبتين المجيدتين، وأقيمت الاحتفالات في كل المناطق التي يتواجدون بها. وكم كانت فرحتهم كبيرة بتلبية أصدقائهم ومعارفهم وأفراد عائلاتهم الدعوة للمشاركة في هذه الاحتفاليات التي مرت في جو من البهجة والسرور، مؤكدة ما وصل إليه المجتمع المغربي من انفتاح وتعايش وإدراك لأهمية تقبل الاختلاف وتثمينه.

اليوم، يتواجد البهائيون في المغرب بغالبية المدن الكبرى للمملكة، وكذلك ببعض القرى والأرياف. وهم يَسعَوْن للمساهمة في العمل الاجتماعي والمشاركة في الحوارات السائدة في المجتمع على أسس بنَّاءة. كما يجهدون، هم وأصدقاؤهم، لتنمية القدرات التي تمكنهم من بناء مجتمعهم والسير معاً في طريق النمو والتقدم.

Please reload

BICENTENARY.jpg

شهادات

آراء لشخصيات معروفة في الدين البهائي وشخصياته المركزية

الدين البهائي

عرض موجز عن الدين البهائي :

مبادئه وشخصياته الرئيسية

نبذة تاريخية

الصفحة الحالية

تاريخ الدين البهائي في المغرب :

نبذة موجزة لأهم الأحداث

bottom of page